شاعر فى زمن بلا مشاعر  
البلد : mms : المزاج : عدد المساهمات : 75 عدد النقاط : 217 تاريخ التسجيل : 02/06/2011 العمر : 43 السيره الذاتيه : يكفيني أني أعرفُ قَدْرَ نفسي أنا من عزفت الكلمات بأناملي وسطرتُ على حروف الأبجديات اسمي الوظيفه : ارسم الاحساس بطعم الحزن
| موضوع: ((**-- لا تتعجلى الحزن سيدتى --** )) الثلاثاء نوفمبر 15, 2011 5:15 am | |
| لا تتعجلى الحزن سيدتى .. هو اّت .. اّت .
أيامنا تلك الناعمة ..
هى أوقات ما قبيل العاصفة ..
و حلاوة الروح قبلما يجرفنا التيار للممات .
قد صار الشيب يغزو مشاعرنا ..
و أصفر لون حاضرنا ..
و غدى يومنا نعيشه كالذكريات .
و العمر يركض بالسنين إلى الأمام ..
يخُطُ التجاعيد على ملامحنا ..
و الروح باكية ..
تستجير بالوجه القديم و الأمس الذى فات .
فلا نحنُ عشنا يومنا هذا ..
و لا نحن تركناه يرحل فى سكات .
و كأنها صارت إحدى غرائزنا ..
أن ننتقد أنفسنا .. و نجلدها ..
و ندمن حرق أعصابنا .. و نحترف الخلافات .
صارت اللقيا بيننا محاكمة ..
و ظنون تنهشنا ..
و أقاصيص لا تنتهى .. و حكايات .
خافت طيور الحب صراخنا العالى ..
هجرتنا ..
و غدت تخافُ النوم فوق دفاترى الكلمات .
حتى جعلنا عشقنا كرة بأرجلنا ..
نسددها بكل قوتنا .. و كالجمهور نرقبها ..
متى تُنهى القلب بإحدى الركلات .؟
سنستريح حين يسقط أمامنا الحب مقتولاً ..
و نقفُ بكل الذهول نُكفًنه ..
و نشقُ الأرض .. و ندفنه ..
و نتابع فى صمت بالغ أوراق الخريف على الطرقات .
لن نملكُ القدرة حينها أبداً ..
أن نقرأ الفاتحة على من قتلناه ..
و نتوارى فى معطف الندم ونتلثًَمُ شال الحسرات .
و سنرفع أصابعنا نمسح أدمعنا ..
تتعثر خطانا فى ضباب مواجعنا ..
و نتهاوى فى بئر الأهات .
غير أنها لحظات .. وننفضُ التراب عن ملابسنا ..
و أمام القبر يكون أخر تلامسنا ..
و نسافر عبر الدروب البعيدة .. و تختلفُ الخطوات .
و نحن فى طريق عودتنا ..
لوحدتنا .. لغربتنا ..
سنقسمُ أننا تركنا أنفسنا تحت الثرى ..
و نمضى فى برزخ الأموات .
لا تتعجلى الحزن سيدتى .. هو اّت .. اّت .
سنرتد كما كنا إلى طرفى الدنيا فى لحظة ..
كأننا ما ألتقينا عبرأجنحة الهواء ..
ولا نظرنا فى مراّة أوجهنا ..
ولا أعادتنا صغاراً ريح الأمنيات .
وسننسى أننا يوماً تقابلنا ..
و سننسى أصلاً أننا كُنًَا ..
و ننزوى فى ركن من أركان عمرنا المكسور ..
نقتات من حقول السنين ثمار أيامنا الأولى الطيبات .
حينما كان المساء يأتى ..
أغلق الباب على نفسى .. و عليك ..
و تصيرى شهرذادى ..
و فرحة عمرى .. والأميرة المسحورة ..
و المرأة المستحيلة .. و سيدة الملكات .
وكان فى حضورك .. يأتى القمر ..
و تحكى النجوم حكايا السماء ..
و أشعر أنى طفل صغير يطارد فوق الغيم ألوان الفراشات .
فإذا ما تعبتُ .. أجىء إليك ..
يلقانى بالترحاب صدرك الدافىء ..
و أبتسامة أصابعك على رأسى ..
و تضحك الأم .. نم يا صغيرى .. أتعبت البنات .
نم يا طيب القلب ..
قد أشقيت القلب حتى فقدته ..
والروح قد صار مثل الغريب يحيا الشتات .
مازلتُ أذكرها أيامنا الأولى ..
و أبكيها .. و أحنُ إليها كثيراً ..
فهى أخر ما تبقى لى على قيد الحياة من نسمات . | |
|