رجل من الزمن النبيل

أنا ..

أو ما تبقى منى أنا ..

نزف الجراح .. وصوت النواح ..

و أنين القلب الغارق فى الضنا .

أنا ..؟

بعض الحروف الباقيات..

من فضفضات السنين ..

و بعضُ البعثرة .. و اللملمة ..

من هناك .. وهُنا .

مابين رحيل الوصال ..

و حلول الهجران .. والنوى .

و بين أحلام تأخذنى للسحاب ..

و تراقصنى على إيقاعات المُنى .

ثم تُلقينى فى متاهات المساء ..

ولا أجد غير الحزن لى مسكنًا .

أنا ..؟

أنا البقية من رجل نبيل ..

و قلب أصيل .. و حلم جميل ..

مهدرة دماه على مرً الأزمنة .

أنا دمع كل العاشقين ..

و عربدة الحنين فى قلوب الساهرين ..

و أشتياق مشاعر الغريب للحظة الأمنة .

لا تسألينى صديقتى عما أكون ..

أو ماذا كنت ..

أنا مثل كل شىء جميل .. هُنت ..

و خضعت لقوانين البيع و المقارنة .

أصبحت مملوكاً فى أيادى النخاسين ..

قلباً يُباع و يُشترى ..

و بقدر الجراح تكون الأثمنة .

كل إمرأة دخلت حياتى و خرجت ..

فى القلب جرحت ..

و مازالت دماى على يديها ساخنة .

تأتى صغيرة فى ليلة شتاء ترتجف .

تفترشُ صدرى .. و تلتحفُ الضلوع ..

و فى عينيها دموع المسكنة .

حتى إذا ما مر الشتاء تمردت ..

و غرست فى صميم القلب خنجرها ..

و رمتنى معصوب العينين فى الليالى الداكنة .

لا تسألينى صديقتى ..عن تفاصيل حكايتى ..

و أقرأيها فوق السطور و بين القوافى و الأوزنة .

حرفٌ معلق فى فضاء الوهم مذبوحاً ..

و حرفٌ على أرض اليأس مطروحاً ..

وحرفُ مات مجروحاً ..

و كفرت بالهوى باقى الحروف المؤمنة .

و من كؤوس المر قد شرب الكلام ..

و القلب من الخوف ينامُ و لا ينام .

و الأسود صار سيد لوحاتى المُلوًنة .

إحتكرت أوجاعُ العشق فى زمنى ..

و صارت قصائدى للأحزان مُدمنة .

يإختصار ..

أنا فى هذا العمر تاريخ الإنكسار ..

وكل حالات الضياع المُزمنة .

ورغم هذا يا صديقة ..

و الله وتلك حقيقة ..

مازال فى قلبى عشقاً لألفُ سنة .

و مازلتُ قادر على حكم مملكة النساء ..

وفرض السيطرة .. و الهيمنة .

وقيادة جيوش الحب فى الأرض ..

بقصيدة شعر ..

وخفقة عصفور .. وبوح سوسنة .

[/center]
[/size]