تسابيح قلب .. وتراتيل عشق

يا رب ..

من طين الوجد خلقتنى ..

و من الإشتهاء نفختُ فى جسدى .. صورتنى ..

و علمتنى قبل جميع العشاق كلًُ الأسماء .

و أسكنتنى نُزُلُ النعيم فى الهوى ..

و من ضلعى .. أخرجت لى حواء .

و كتبتنى فى علم الغيب عندك ..

أول مجنوناً بالحب ..

يرتكبُ حماقات الصغار فى قلوب النساء .

حتى إذا ما أغوانى شيطان الحنين ..

و شدنى الجوع للطين ..

أكلت من الشجرة المحرمة ثمر الشقاء .

و من شعور الذنب ..

و أوجاع القلب ..

تشكلت فى صحارى العمر أنهار البكاء .

و على ضفاف الليل كبرت أشجار الدمع ..

تفرعت أغصانها ..

و أطلقت فى الصدر عبير أزهارها السوداء.

و تمرًُ السنين تتغنى بموال الرحيل ..

و دندنات الزمن الجميل ..

تسأل العمر أين يطيلُ بالذكرى البقاء .

يا رب ...

مازال فى نبض القلب تقوى الحب ..

و مازال لى فى رحمتك كل الرجاء .

و مازلتُ كل ليلة أبكى إليك ..

و أواصلك فى خشوع زل الدعاء .

أن تجعل حبى يطهر قلبى ..

و يسكبُ على جراح الجسد ماء النقاء .

و أسقنى بيد حبيبتى جرعة من العشق ..

لا يظمأ بعدها الروح أبداً ..

و لا ينبشُ القلب فى سراديب المساء .

و لا أسكًَرُ بكؤوس الهوى الغجرى ..

و لا أفتش فى دفاترى .. و خلف ستائرى ..

عن الإناث التى تشاركنى قهوتى السوداء .

اللهم ولا ترمينى على مضاجع قصائدى ..

و لا تجعل الشعر كل عقائدى ..

و لاتجعل مساءاتى موزعة بين أحرف الهجاء .

اللهم أنت فى الحب شاهدى ..

و ناظرى ..

و أنت الرقيب على خبايا الأشياء .

فأجعل اللهم أخر ما يدخلُ صدرى أنفاسها ..

و أخر ما ينطق لسانى إسمها ..

و أخر ما تراه عيونى فى الأرض و السماء .