(( -- غربـــــــــاء صرنـــــا -- ))

هل كان أحدنا يؤمن ..

بأنه يوماً ستتباعد أيادينـــــــا ..؟

و أننا إذا ما نظرنا فى أصابعنا ..

لا نرى أثراً للقيانــــــا ..

ولا كأنها تلاقت أنفاسنا فينــــــا .

ندوسُ بالغباء حاضرنا ..

مثلما داسنا من قبل ماضينــــــــا .

و بكل اليسر نغتال كلمتنا ..

ونحن لا ندرى ..نقتلها فى قصائدنا ..

و نمشى خلفها حتى ندفنها فى قوافينا .

فلا تركـناها تنقل مشاعرنـا ..

وترسم أحلامنــــا الحلوة ..

و تصنع لنا وهماً نلقاه فــــى أمانينــا .

و لا أعتقنا رقاب حروفها منًا ..

فرحنا نعصرها ..

و من دمها نلون شفاه ضحكتنا ..

و على قبرها بين الضلوع نتبادل تهانينا .

كيف هكذا صرنا ..و ما الذى غيرنا ..

وأبدل براءة أيامنا الأولــــى ..

و ما كان بالأمس يسعدنا .. صار اليوم يُشقينا ..؟

حتى لحن أيامنا الجميل ودًعنــا ..

و تركنــا وفـــى مسامعنــا ..

علــــى وتـر الشجن تنزف أغـانينــــــــا .

من قتل فى مشاعرنا نداوة العشاق ..

و ختم على قلوبنا بقسوة الفراق ..

فراحت بكل الجراءة فــــى النـار ترمينا ؟

و أسلمنا الروح للأحزان طواعية ..

تأخذنا للموت مفتوحى الأعين خطاوينا .

كلانا مات بسم الكبريــــــاء ..

رفعنا كؤوس العنــــاد و الغبـــــاء ..

شربنا نخب القطيعة ..و أخفينا الدمع فى مأقينا .

ضحكنا فى فراقنا .. و أدعينا سعادتنا ..

و لوًحنـــا لأنفسنــــــا ..

ومرارة الأوجاع تسكُننا و تنفينــــــــا .

فإذا ما توارينا فى زحام غربتنا ..

صرخناها بأعلــى الصوت ..

أهة شرخت كالسكين فـــــــى ليالينـــــــا .

و على هيكل الحسرات صلبنا أنفسنا ..

و نحرنا عواطفنــــــا ..

كأنما الموت غايتنا التى سوف تُرضينــــا .

و ما عاد فى الحياة ما يُغرى ..

فلا الوصــــــال عاد أمنيتى ..

ولا الأحــــــــــــلام لديك تُجدى ..

قتلنا الكلُ قبلما نمضى .. وهدمنا ما كان يبنينا .

فلتقرأى فاتحتك على قبرى ..

و على شاهدك سأضعُ زهرى ..

و ليضمُ ثرىَ الأيـــام ذكــــرى تلاقينــــــا .

و نرحل مع سنين العمر أمواتأً ..

نخاف طوال رحلتنا ..

لحظـة إذا ما جلسنـاها مــع النفس تُبكينـــــا .

(( --** غربـــــــــاء صرنـــــا **-- ))

(( -- غربـــــــــاء صرنـــــا -- ))