يـــــا سيـــــــــدتى

(1)

يا سيدتى .. حين أحبك ..

أشعر أن الله معى .

و أنى بريئاً مثل الطفل ..

و أن الطهر ..

يقيم معابده على أضلعى .

حين أحبك ..

أكون حراً مثل الطير ..

أقيم بيتى عل حدود المدى ..

و أجعل السحاب مخدعى .

و أحكى للنجم عنك ..

و أحكى للقمر عنك ..

فإذا ما أستبد بنا الشوق إليك ..

ننادى عليك .. ألا تسمعى ؟

(2)

يا سيدتى ..

أعترفُ أنى قبلك كنتُ طاغية ..

و أستعبدت كثيراً فى الحب ..

و صادرت كل حرية النساء .

عاملتُ الجميزة مثلُ التفاحة ..

و خاطبتُ الملكة كالفلاحة ..

و جعلتُ الأميرات فى قصورى مثلُ الإماء .

لكننى حين وقفتُ أمامك ..

دون أن أدرى ..

أسلمتُ إليك أمرى ..

و أصبحتُ سعيداً مثلُ العامة و البسطاء .

(3)

يا سيدتى ..

مئاتُ التجارب عشتها ..

و مئاتُ المعارك خضتها ..

و المحصلة سنوات ضاعت مابين جريح و قتيل .

و العمرُ يمُرًُ مرور الريح ..

و أنا فى صحرائى مغروساً ..

مثل الصبار .. و مثلُ السنط ..و مثلُ النخيل .

حتى إذا ما أطلًَ قلبك فى سمائى ..

صارت حياتى واحةً ..

ظلاً .. وثمراً ..وطيراً يُغردُ فى الهواء ..

و عين ماء من سلسبيل .

(4)

ياسيدتى ..

أنا و أنت كلانا أسيران وراء القضبان .

أنت أسيرة أحزانى ..

و أنا أسيرك فى دائرة الهذيان .

و كلانا مدمن ..

يمارس إدمانه ..

أنا أتعاطى خمر عينيك فى الهوى ..

و أنت تزاولين رياضة الأحزان .

وكلانا عاشق ..

أنا أعشق كلُ الذى يأتى منك ..

و أنت تجيدين فى العشق لحظة التوهان .

وكلانا سعيد ..

لأننا و برغم المسافات البعيدة ..

وبرغم مرارت الشوق ..

و عذابات الحرمان .

نؤمن بأننا أجمل ما فى الوجود ..

و أننا طاهرة فى العشق غير قابلة للنسيان .

(5)

يا سيدتى ..

هاتى يديك .. و أقتربى الأن .

فات كثيراً ..

و مرًَ طويلاً ..

و تعذبتُ على مر الأزمان .

و انا انتظرك كل صباح ..

و كلُ مساء ..

و أفتشُ عنك فى أدراج الذكرى ..

و أفتح نافذة الأشجان .

هاتى يديك .. إنى أحبك ..

و من علمنى هذا الحب ..

علمنى أن القلب يتسعُ لواحد ..لا إثنان .