(( واصلى غضبك ))

واصلى غضبك يا أمرأة ..

و أمطرينى ببوابل من السبابِ و التُهمْ .

قولى .. بأننى خائن جداً ..

و أنعتينى بعدم الشعور و الدمْ .

و أن قلبى قد تحجر فى هواكِ ..

و غدوتُ نحوكِ مثل تمثالاً أصمْ .

إتهميننى بأنى قتلتُ أنوثتكِ ..

عامداً .. متعمداً ..

و رحتُ فى سكون الليل بغيركِ أهتمْ .

وبأن المارد المقموع فى داخلى ..

قد إنطلق ..

يأكلُ ما يلقاهُ من أجساد الحريم و يلتهمْ .

و بأننى نسفتُ ما كان بينى و بين التقاليدِ ..

و تحررتُ من قيود العاداتِ و القيمْ .

و صارت مرافقة بنات الليل هوايتى ..

و شاركتُ الرجال حتى فى نسائهمْ .

و ما أغلقتُ بابى فى وجهِ أمرأةٍ ..

و لو طلبت جسدى من باب العشمْ .

إتهميننى بأنى ظلمتكِ ..

و حقّرتٌ من شأنكِ ..

وبلا أسباباً رُحتُ منكِ أنتقمْ .

و جرحتُ كبرياؤكِ جُرحاً غائراً ..

و أحدثتُ فى علاقتنا شرخاً لا يلتئمْ .

أتهميننى بأننى ملكتُ مفاتيح الهوى ..

و ما دعوتُ أنثى إلا و قالت .. نعمْ .

و أن كل امرأة عرفتها ..

قد ألهمتنى قصيدةً ..

و كتبتُ فى عينيها أحلى الكَلِمْ .

و سهرت الليل أرقصُ على رناتِ قدّها ..

و فتشتُ بين ضلوعها عن إيقاعات النغمْ .

و تركتكِ مثل الباقيات فى طوابير الإنتظار..

و جعلتكِ فى الأجندة عندى مجرد رقمْ .

و فتحتُ نوافذى للباحثاتِ عن الهوى ..

و بعثرتُ أشواقى هُنا وهُنا بمنتهى الكرمْ .

إتهميننى بأننى غرقتُ فى الخطيئةِ ..

و ذبحتُ بسكين الغدر عِشرتنا بلا ألمْ .

واصلى غضبك .. واتهميننى بالذى تهوى ..

و صٌبّى على رأسى شتَّى أنواع النِقمْ .

قولى ما شئتى عن الخيانة .. و النذالة ..

ونكران الجميل .. و جحود النِّعمْ .

قولى عن القذارة .. و الحقارة ..

و أننى فجأة أصبحتُ غير محترمْ .

واصلى غضبكِ .. قولى ما يحلو لكِ ..

سيشبُ يوماً فيكِ حريق الندمْ .

فأنا يا ميتة الشعور .. مفقوداً منذ حين ..

و الذى معكِ على مر السنين كان صنمْ .

يدور فى رحى الأيام ..دونما إهتمام ..

ويستوى الوجود لديه و العدمْ .

فكيف يحبُ من مات حياً ..

و بلغت مشاعرهُ فى الشبابِ حدُ الهِرمْ ..؟

أنا الذى رافقنى هذى السنين ..

هُنَّ بنات أفكارى ..

و أشعارى .. و الأوراق و القلمْ .

((** واصلى غضبك **))

(( واصلى غضبك ))