ماذا تبتغين ..؟

أخر المرات سيدتى أعلنها ..

إن أجهدتنى إمرأة صنعتها ..

عُدتُ أقتلها .. فماذا منى تتبغين ؟

من فتح باب غرفتك أمامى ..

من أهاتك على وقع كلامى ..

ومن أصبعك الذى يوقدُ النار على الجبين .

و نبرات صوتك تُغرقنى شجن ..

و أنفاسك الدافئات تأخذنى من الزمن ..

و نمنمات يدك على جلدى ..

تزرع فى المسامات شجيرات الياسمين .

و المساء الذى تأتين به ..

ينثر حبات الندى على دربى ..

و يوشوشنى داخل قلبى ..

كفاك ما ضيعتَ من السنين .

فتعالى و أترك الخوض فى بحار الشوق ..

و تنازل عن إمارة الشعر و العشق ..

و تمرد على الهجر .. و أهجر الحنين .

فإذا ما أقبلتُ نحوك ..

و هممتُ بك .. وقررتُ دخول صدرك ..

أستوقفنى نهدك .. ممسكاً السكين ..!

فماذا منى تبتغين ..؟

يا أمرأة أصبحتُ حين لا تكون معى ..

يسكر ليلى من أدمعى ..

و ينتحرُ الرجاء بين أضلعى ..

و يلبسُ الكون لون الحداد الحزين .

كأنى أدمنتك ..

أجرى أبحث فى أدراج الذكرى ..

عن جرعة ..

و ينهشنى جسدى .. و تتصلب الشرايين .

و أتقلب فى فراغات حجرتى ..

أعضُ الوسائدُ ألماً ..

و أصرخ من عمقى ندماً ..

و أهدأ حين أراك بالباب تبتسمين .

أركضُ مثلُ الملهوف نحوك ..

أضمك ..

و ألفُ بك فى دوائر ..

عفوية بين المتعة و الخوف تمرحين .

و أجلس أمامك ..

أذوبُ فى همسات كلامك ..

و أسمعه نغماً .. ولم تتكلمين .

فى لمسات يديك أستشعر ضعفك ..

أحسُها الرغبة تتحرك فى جوفك ..

و شعرك الكستنائى يموج على كتفك ..

و يقول الذى منه تخجلين .

أدنو منك منتشياً ..

و الجوع فى الأعماق ثار ..

و أطلًَ من القمم ماردى مثل الإعصار ..

و توافدت عفاريت الرغبة فى الحين .

أفتح زراعيًا .. أحضنك ..

أضُمُ الفراغ .. و الهواء ..

و أحلام اليقظة ..

و أفراح المنى ..

و أنت غائبة .. بعدُ لم تأتين ..!

يا سيدتى ..

روح المغامرة عندى ..

و الموتُ جربته من قبل كثيراً ..

و الترحال متعة عمرى ..

و لن أدوم طويلاً .. وليتك تفهمين .

» انظر ماذا يحدث عند وضع النحل داخل وعاء زجاجي‏!