و أيضاً أرجوكِ .. بلا غضب

جميلتى .. و أميرتى .. ومليكتى ..

قد أموت فيك عشقاً .. و أكتوى بالنار .

و قد أتقبل منك الملح سكر ..

و أرتضى لأجلك طعم المرار .

لكن صعبٌ جداً صدقينى ..

أنا .. و أنت .. نتبادل الأدوار .

صعبٌ أن أعطيك بعضُ السلطة يوماً ..

صعبٌ أكثر أن أجعلك ولو ثانيةً خلف قرار .

مليكتى .. نعم ..

و حياتى .. نعم ..

و أنت التى فى الشرايين ..

و أنت الشمس سيدة النجوم و الأقمار .

و لكن وفق دوائر عرضى أنا ..

أنا من أقول يميناً .. أو أقول يسار .

أنا من أحدد جهاتك الأربع ..

و فصولك الأربع ..

و أنا عقارب ساعة يديك ليل .. نهار .

ولا تحسبيه غروراً .. معاذ الله ..

فلا أنا وريث هارون الرشيد ..

و لا أنا أوائل دفعتى فى جامعة شهريار .

أنا رجل شرقىٌ جداً ..

و بدائى جداً ..

بكل غبائى .. بكل بلائى ..

بكل أساليب التحضر .. و التدهور و الإنحدار .

أُجَنًُ إذا ما رأى القمر وجه حبيبتى ..

و أعنفه .. و أعنفها ..

و أنفعل جداً حين أنا أغار .

أقول لك سراً .. ولا تضحكى ..

أمسكتُ القمر ليلةً بغرفة نومى ..

قيدتُ ضياهُ فوق الوسادة ..

ورحتُ بكل السذاجة أردد .. ياللعار ..!

متخلفاً ..؟ قد ترينى هكذا ..

رجعياً ..؟ قد أكون ..

لكننى حراً ..

و الأنثى حتى فى شرع الله تعشق عرق الأحرار .

أنانياً ..؟ ربما ..

كُلنًَا أنانيون فى الحب جداً ..

و عاشقون لحب التملك ..

و مدمنو للسيطرة .. و فرضُ الحصار .

و الهيمنةُ نسعى إليها ..

و الديكتاتورية فى الحب أجمل أنظمة الحكم ..

مهما تناقشنا بديمقراطية إختلاف الرأى وحرية الحوار .

أريدك وحدى .. هو أبسط حقوقى ..

ولو صرتُ لك وحدك ..

من أين يا حبيبة ستأتى رسائل الأشعار ..؟

كررتُ الشرح ألاف المرات ..

هناك فارق مابين القصائد و العلاقات ..

فى الشعر أنا يا جميلة لا أجيد روتين التكرار .

يا سيدتى أحبك جداً ..

لكننى أيضاً عاشقُ للجمال ..

و أحب الطيور .. والورود ..

و المطر و الفراشات .. و ندى الفجر على الأشجار .

وأحبُ البدايات و النهايات فى العشق ..

و أحب أن أعطى موعدا .. و أتلذذ بنار الإنتظار .

و أشتاق للحلم الجميل .. و عمق الوصال ..

و أقدس الخرافة .. وعيون المها ..

وصار أكثر ما يغرينى البحر و غموض الأسرار .

أنا مثلُ النحل أهوى الرحيق ..

و أجيد السفر على وريقات الغصون ..

و حياتى تموت إذا ما جفت الأزهار .

أنا عشقى للنساء مقدساً ..

و أعرفُ أن من تعشقنى ..

كمن تتعجل الموت عن طريق الأنتحار .

تأتى عليها ليال لا ترانى ..

سافرتُ عنها .. ونسيتها .. و أنقطعت الأخبار .

وتركتها فى البيت مثل القط تمؤ خلف الباب ..

أو علقتها مثلُ البرواز على الجدار .

وحين يقتلها الضجر ..

و تخاف ضياع العمر .. وموت القلب ..

تحزم حقائب الرحيل .. وتشرعُ فى الفرار .

و تترك لى على الطاولة رسالة ..

بعض الشوق .. و العتاب ..

وقبل الختام .. ترجونى قبول الإعتذار .

صدقينى سيدتى ..

أمتلك نصف نساء الكون بقلبى ..

لكننى أبدا ..

ما عرفت فى إمراة قبلك معنى الإستقرار .